قتل 39 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 250 آخرين بجروح في سلسلة هجمات الخميس في مناطق مختلفة من العراق، قبل اسابيع قليلة من انعقاد القمة العربية في بغداد نهاية آذار/مارس.
ووقع اليوم 29 هجوما على الاقل نتجت عن 16 سيارة مفخخة وثماني عبوات ناسفة واربع هجمات مسلحة وقذيفة واحدة، بينها سبعة هجمات ببغداد ووقعت الاخرى في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك وبابل ونينوى، وفقا لمصادر امنية.
وجاءت هذه الهجمات التي بدات حوالى الساعة 06,00 (03,00 تغ)، بينما تستكمل السلطات العراقية التحضيرات لانعقاد القمة العربية المقبلة في 29 اذار/مارس في بغداد.
وقال رئيس البرلمان اسامة النجيفي في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان التفجيرات "تهدف الى اذكاء نار الفتنة بين ابناء الشعب العراقي وترمي الى افشال عقد القمة العربية والمؤتمر الوطني العام".
ورأى انها "تعطي اشارة واضحة الى ضلوع جهات خارجية تحاول تصدير مشاكلها الداخلية الى العراق".
واتهمت وزارة الداخلية العراقية تنظيم القاعدة بالوقوف خلف سلسلة الهجمات. وذكرت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني ان "البلاد تعرضت الى سلسلة هجمات ارهابية استهدفت المواطنين في بغداد وعدد من المحافظات في احدث تكتيك يستخدمه تنظيم القاعدة الارهابي والجماعات المسلحة المرتبطة به".
واضافت ان هذه الهجمات "تأتي ايضا في سياق سعي تنظيم القاعدة الارهابي لتوجيه رسائل الى انصاره بأنه ما زال يعمل في الاراضي العراقية، ولديه القدرة على توجيه ضربات في العاصمة والمدن والاقضية الكبيرة والصغيرة".
واشارت الوزارة الى ان "المواطن العراقي واجهزة الدولة يدركان ان الحرب ضد الارهاب طويلة وشاقة وهي حرب افكار وعقول وصراع ارادة ضد قوى التطرف والتكفير والقتل والدمار".وذكر البيان ان "الشعب العراقي بات مدركا ان تطورات الوضع الاقليمي والدولي تعكس بظلالها السلبية على استقراره وامنه".
ووقعت هذه الهجمات بعد مقتل 26 عراقيا واصابة 25 بجروح الاحد في هجمات متفرقة في وسط وشمال وغرب البلاد، بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مدخل اكاديمية للشرطة في بغداد وقتل فيه 15 شخصا.
ولم تتبن اي جهة هجمات اليوم، علما ان تنظيم القاعدة في العراق سبق وان تبنى هجمات مماثلة، بينها قتل 60 عراقيا في سلسلة تفجيرات استهدفت بغداد في 22 كانون الاول/ديسمبر.
وفي تفاصيل الهجمات، قال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان "ستة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب حوالى 15 اخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم في منطقة الكاظمية (شمال)".
واضاف انه "قتل شخصان واصيب نحو عشرة اخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف موكبا للشرطة في ساحة الفارس في منطقة المنصور (غرب)"، فيما "قتل شخصان واصيب عشرة آخرون على الاقل بانفجار عبوتين في ابو دشير (جنوب غرب)".
كما قتل شخصان واصيب 17 بجروح بانفجار سيارتين مفخختين في منطقة الكرادة (وسط)، وقتل شخصان ايضا في الدورة (غرب) واصيب عشرة بعبوة ناسفة انفجرت على الطريق الرئيسي، وفقا للمصدر.
وقتل ستة اشخاص واصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم باسلحة كاتمة للصوت استهدف دورية للشرطة عند جسر الصرافية في منطقة الاعظمية (شمال) فيما قتل شخصان وجرح تسعة آخرون في هجوم مسلح بعبوتين ناسفتين وباسلحة مزودة بكواتم للصوت في منطقة ام المعالف (غرب)، وفقا لذات المصدر.
كما اصيب خمسة اشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد)، بحسب المصدر ذاته.
وفي صلاح الدين (شمال بغداد) وكبرى مدنها تكريت، اعلن مدير صحة المحافظة رائد الجبوري لفرانس برس ان ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 56 آخرون بجروح في هجمات باربع سيارات مفخخة واسلحة رشاشة استهدفت خمس مناطق.
وقتل ستة اشخاص واصيب 11 بجروح في خمسة هجمات في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد)، بحسب ما افاد ضابط برتبة رائد في الشرطة.
وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) اصيب 25 بجروح بانفجار سيارتين مفخختين وسط المدينة استهدفتا دوريات للشرطة، وفقا لمصدر في شرطة كركوك.
وقتل شخص واصيب خمسة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب قائمقامية الحلة (100 كلم جنوب بغداد) وسط المدينة في محافظة بابل، وفقا لضابط في الشرطة برتبة ملازم اول.
وقتلت طفلة عمرها 10 سنوات واصيب 85 شخصا آخرين معظمهم من تلامذة مدرسة في انفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة ابتدائية في بلدة المسيب (60 كلم جنوب بغداد)، وفقا للمصادر طبية وامنية.
كما اصيب سبعة بانفجار عبوة ناسفة في ناحية النيل (80 كلم جنوب بغداد)، وفقا لذات المصادر.
وفي نينوى وكبرى مدنها الموصل (370 كلم شمال بغداد) اعلن الملازم اول محمد الجبوري في شرطة الموصل "مقتل شخص جراء سقوط قذيفة هاون في حي الثورة غرب المدينة".
كما استهدفت سيارتان مفخختان ابراجا للاتصالات ما ادى الى وقوع اضرار مادية، وفقا لمصدر في الشرطة.
ويشهد العراق منذ اجتياحه عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة الاميركية عام 2003، لاسقاط نظام صدام حسين اعمال عنف شبه يومية قتل فيها عشرات الالاف، على الرغم من تراجع معدل اعمال العنف واعداد الضحايا خلال الفترة الاخيرة.
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد احسان الشمري لفرانس برس ان "تنظيم القاعدة او الجماعات المسلحة تسعى لاثبات وجودها في العراق كما ان هناك اجندات خارجية تسعى لابعاد العراق عن محيطه العربي".
وراى الشمري ان "وقوع مثل هذه الاحداث يقلل من فرص انعقاد القمة العربية في بغداد".